زَارَتْنِي فِي الظَلاَمِ أَطْيَافٌ

زَارَتْنِي فِي الظَلاَمِ أَطْيَافٌ ؛•؛
مِنْ عَالَمٍ كَانَ مِنَ الْمَاضِي الْبَعِيدْ ؛•؛
نَثَرَتْ فَوْقِي وُرُودَاً حَمْرَاءَ لَذِيْذٌ
رَحِيْقُهَا تُبْهِجُ النَاظِرِينْ ؛•؛
وَلَكِنَهَا بِلاَ حَيَاه ؛•؛
وَكَأَنَهَا ذَبُلَتْ مُنْذُ آلاَفُ السِنِينْ ؛•؛
فَنَادَتْنِي بِصَوْتٍ يُشْبِهُ
صَوْتَ الرِيح فِي يَوٍمِ خَرِيْفْ ؛•؛
تَسَاقَطَتْ فِيِهِ وُرَيْقَاتُ
الشَجَرِ وَاسْوَدَ ثَمَرُهَا ؛•؛
نَادَتْ
••• أَنْ يَا مَلِيكَةَ الْقَمَرْ •••
لَيْلُكِ اشْتَدَ سَوَادُهُ !!
وَأَصْبَحْنَا أَطْيَافَاً سَجِينَةً
خَلْفَ قُضْبَانِ الْفَقْدِ وَالشَجَنْ •••
حَرِرِينَا وَاقْذِفِي بِنَا فِي بُحُورِ النِسْيَانْ ؛!
أَو ،،
عُودِي إِلَى حَيْثُ كُنْتِ تَنْتَمِينْ ،،
فِي قَلْبِ الْقَمَرْ ،،
وَاجْعَلِي لَيْلَكِ يَزْهُو بِنُورِكِ ،،
فَقَدْ كُنْتِ لَهُ حُلُمَ الْعُمْرِ الْجَمِيْلْ ،،
وَرَحِيقَ الزَهْرِ وَعِطْرَ الْيَاسَمِينْ ~~~
فَتَرَكْتُهَا دُونَ أَنْ أُجِيْبْ ؛•؛
وَكَأَنَنِي لاَ أَسْمَعُ مَاذَا تَقُولْ ؛•؛
فَأَنَا طَيْفٌ كَـ هِيَ ؛•؛
لَكِنَهَا كَانَتْ ذِكْرَيَاتٌ حُبٍ
لَمْ يُكْتَبُ فِي دَفَاتِرَ الْأَوَلِينْ •~
وَعَجِزَتْ عَنْ حَلِ لُغْزِهِ
حَضَارَاتُ الْأَقْدَمِينْ ،،
وَلَمْ يُذْكَرُ فِي كُتُبِ الْأَسَاطِيرْ •••
إنَهُ عِشْقٌ الرُوحِ الذِي فَاضَتْ
مِنْهُ يَنَابِيعَ طُهْرٍ
وَأَمَلٌ وَأُمْنِيَةٌ بِالْخُلُودْ •••
أَمَا أَنَا •••
جَسَدٌ تَحْتَ التُرَابِ بِلاَ رُوحْ •••
وُرُوحٌ هَائِمَةٌ فِي فَضَاءَاتٍ لَيْسَتْ
مِنْ عَالَمِ الْوُجُودْ •••
فَكَيْفَ أُجِيْبُهَا وَكَيْفَ أَعُودْ ••~
كَيْفَ أَعُودُ مَلِيكَةَ الْقَمَرْ ••
وَنَجْمِي أَفَلَ عَنْ هَذِهِ الْحَيَاةُ وَسَافَرَ
بِرِحْلَةٍ أَبَدِيَةٍ إِلَى عَالَمُ الْخُلُود ~••