28 أكتوبر 2011

قلمي الرصاص







كَتَبْتُ بَعْضَاً مِنْ حُرُوفْ بِقَلَمِي الرَصَاصْ
أَتَذّكَرُ بِهَا مَلاَمِحَ ذِكْرَيَاتُكْ
فَرَسَمْتُ بَعْضَاً مِنْ تَفَاصِيلُ الْأَيَامْ التِي
جَمَعَتْ بِينَ قَلْبِى وَبَينَ جُرُوحِكْ
تَنَفَسْتُ الْمَاضِي..فَشَعَرْتُ بِـ هَوَاءَهُ يُمَزِقُ رِئَتَاي..
فِي ذَاتَ مَسَاءْ قَبْلَ الْغُرُوبْ..
جَلَسْتُ وَحْدِيً عَلَى شَاطِىءُ الْبَحْرْ ..
أَسْتَعيدُ الذِكْرَيَاتْ ..
وَقَلَمِي الرَصَاصَ وَدَفْتَرُ مُذَكِرَاتِي لاَ يُفَارِقَانِي..
نَظَرْتُ إِلَى الْبَحْرِ فِي لَحْظَةِ غُرُوبِ شَمْسِ ذَلِكَ الْيَوْمْ..
فَتَخَيَلْتُ طَيْفُكَ أَمَامِي.. يَتَلاَشَى خَلْفَ أَشِعَةِ مَا
تَبَقَى مِنْ أَطْرَافِ الشَمْسِ .. وَيَتَوَارَى شَيْئَاً فَشَيْئَاً
حَتَى امْتَزَجَ مَعْ خُيُوطِ الظَلاَمْ التِي تَمَدَدَتْ
أَمَامَ عَيْنِي كَأَنَهَا دُخَانُ سِيْجَارُكَ الذِي كُنْتُ دَوْمَاً أَعْشَقُه
مَصْحُوْبَاً بِأَنْفَاسُكْ..
لاَزِلْتُ .. أَبْكِيكَ وَجْدَاً .. وَأَوْجَاعْ
لاَزِلْتُ أَرْسُمُ مَلاَمِحَ وَجْهُكَ فِي صَفَحَاتِ دَفَاتِرِي
.
.
.
هُنَاكَ فِي عَالَمِي الْمُعَقَدَةُ أَوْقَاتُهُ وَمُشَوَهةٌ زَوَايَاهُ وَمَتَاهَاتُهْ
ارْتَدَيْتُ فُسْتَانِي الذِي بِلَوْنِ الْمَوْتْ
وَأَعْدَدْتُ مِقْعَدَاً مِنْ قَطِيفَةٍ بِلَوْنِ عِشْقِكْ ..
وَوَضَعْتُ عَلَيهِ هَدَايَاكْ وَمِنْدِيلُكْ
وَأَمْسَكْتُ بِقَلَمِي الرَصَاصْ..فَرَسِمْتُكَ نُقُوشَاً عَلَى
الْجِدَارِ الْمُقَابِلُ لَهْ ..
وَكُلِي يَشْتَكِي مِنْ صَمْتِي وَأَنِينُ أَوْجَاعِي
فَجَفَفْتُ دَمْعَاتٌ تَسَاقَطَتْ مِنْ عَيِنَايْ .. كَانَتْ ذَاتَ زَمْنٍ لاَ
تَسْقُطُ إِلاَ بِ مِنْدِيلُكْ..
آآآآآآآهِ يَا مَنْ نَفَثَنِي كَـ دُخَانِ سِيجَارُهُ وَلَمْ يَحْتَضِنَنَي
دَاخِلَ رِئَتَاهْ..
كُنْتُ أَسْمَعُ عَنْ أَسَاطِيرِ الْقُدَمَاءْ .. عَنْ الْحُبِ وَالْجِنُونْ
وَكُنْتُ أَحْلُمُ بِعِشقِ كَـ هَذَا ,, وَلَكِنِي كُنْتُ لاَ أُؤمِنُ
بِالْخُرَافَاتْ ..كُنْتُ أَظُنُ الْعِشْقَ أُسْطُورَةٌ كَـ إِلْيَاذَةِ هُومِيرُوس
وَمَلْحَمَةِ بَوبُلْيُوُسْ فِرْجِيلْيُوسْ ..
.
.
.
أَصْبَحَتْ أَيَامِي حُبْلَى بِـ وَجَعِ الذِكْرَيَاتِ الْمُتَدَثِرَةُ اخْتِنَاقَاً تَحْتَ
غُبَارِ النِسْيَانْ.. وَنَفْسِي تُعَانِقُ أَمَلاً مَبْتُورَاً مُتَرَبِعٌ عَلَى
شُرُفَاتِ الْفَقْدْ ..
لاَ أَزَالُ أَحْتَضِنُكَ عِشْقَاً وَقَلْبِي مُغْلِقٌ أَبْوَابَهُ عَنْ الْعَالَمِينَ ..
أُرَدِدُ كَلِمَةَ حُبٍ لِهّذَا وَذَاكْ .. بَحْثَاً عَنْكَ فِي دَاخِلِهِمْ
وَلاَ أَجِدُكَ مِثْلَهُمْ ..
طَعْمُكَ أَنْتَ لَيْسَ كَــ هُمْ .. وَنَكْهَتُكَ تَخْتَلِفُ عَنْهُمْ
.
.
.
مُسْتَحِيلٌ أَنْ أَجِدَ نَفْسِي بَيْنَ ذِرَاعَي أَحَدِهِمْ وَقَلبِي هُوَ أَنْتْ
لاَ أَحَدَ يَمْتَلِكُ مُفْتَاحَ عِشْقِهِ إِلاَكْـ
.
.
كُلِي يَحْتَضِرٌ فَقْدَاً حَتَى الدَمْعَاتْ .. وَأَيَامِي تَمُوتُ بِـ بُطْىءٍ شَدِيدْ
وَقَلَمِي الرَصَاصُ يَكْتُبُكَ فِي أَوْرَاقِ تَارِيخِي بِـ أَنَكَ عُذْرِيَةُ حُبِي
الْخَالِدُ الذِي لاَ يَنْطَفِي بَرِيقُهْ .. أَيَا حَيَاةً كَانْتْ لِي الْكَوْنُ بِكُل
مَجَرَاتُهُ وَكَوَاكِبُهُ .. هَلْ لاَ أَزَالُ أَجْمَلَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ كَمَا
وَصَفْتَنِي بِـ أَشْعَارُكْ .. هَلْ لاَزِلْتَ تَكْتُبُنِي وَتَجْعَلَنِي أُسْطُورَةَ عِشْقِكَ
الْمَجْهُولَةْ التِي نَظَمْتَ بِهَا أَبِياتُ قَصَائِدُكَ وَكِتَابَاتُكْ
.
.
زَفْرَاتِي تُعلِنُ خُرُوجَ رُوحِي مِنْ جَسَدِي بِـ آهَاتِ مَوْجُوعَةٌ تَتَمَنَاكْ
أُحِـــبُكْ
أُحِـــبُكْ
أُحِـــبُكْ
فَقَطْ أَنْتْ
يَامَنْ كُنْتُ أَنيقَةً بِحُبِهْ وَجَمِيلَةً بِقُرْبِه
أُحِبُكَ وَكَفِى
سَأَظَلْ عَلَى عُذْرِيَةُ عِشْقِكَ أَنْتَظِرُ إِمَا
أَنْتْ
أَو
مَوْتِي

ليست هناك تعليقات :