17 نوفمبر 2011

حَقِيقَةٌ أَنَا







حَقِيقَةٌ أَنَا ..
أَمْ أَنَنِي كُنْتُ وَهْمَاً فَانْتَزَعْتَنِي
مِنْ خَيَالِكْ .. وَأَلْقَيْتَ بِي
فِي غَابَاتِ الْهَلاَكَ
وَتَرَكْتَنِي أُصَارِعُ رِيَاحَ
الْوَحْشَةَ وَالْفُرَاقَ وَحْدِي
وَلَمْ تَتْرُكَ لِي خَيْطَاً مِنْ
أَمَلٍ يُعِينُنِي عَلْى تَحَمُلِ
آَلاَمِي وَجُرُوحِي ..
هَلْ نَسِيْتَ أَيَامَاً كُنْتَ
تَبْكِي شَوْقَاً لِلِقَائِي ..
هَلْ نَسِيتَ لَحَظَاتٍ شَهِدَتْ
عَلَيْهَا نُجُومَ السَمَاءِ
بِأَنَهَا كَانَتْ أُسْطُورَةُ عِشْقٍ
سَرْمَدِيُ الْوُجُودْ .. لَمْ يَشْهَدُ
التَارِيخُ حِكَايَةً
بِطَهَارَتِهَا ..
أَصْبَحْتُ وَحِيدَةً بِلا
إِسْمٍ وَلاَ تَارِيخٌ
يَذْكُرُ بِأَنَنِي مِنَ
عَالَمِ الْإِنْسَانْ ..
أُعَانِقُ ذِكْرَيَاتِي
مَعَكَ وَأَرْتَشِفُ
مِنْ رَحِيقِ الْأُمْنِيَاتِ
بِضْعَ قَطَرَاتْ ..
لَعَلَ بِهَا طَعْمَاً مِنْ
صَبْرٍ أَتَذَوقُ بِهِ حَلاَوَةْ
أَحْلاَمِي الْقَتِيلَةُ
حِرْمَانَاً وَافْتِقَادْ ..
وَأَصْنَعُ مِنَهَا رِدَاءَاً ..
أَخْتَبِىءُ دَاخِلَهُ
مِنْ بُرُودَةِ الْوِحْدةِ
التِي تَنْهَشُ مِنْ
سَنَوَاتِ عُمْرِي أَجْمَلَ
الْأَوْقَاتْ ..
لِتَقْذِفَ بِهَا فَوْقَ جَلِيدِ
الْحَسْرِاتْ ..
وَتَتْرُكَ رَوحِي هَائِمَةً فِي غَابَاتِ
الضَيَاعْ .. فَتُفْنِيهَا
إلَى عَالَمٍ مَلِيءٍ بِالْأَشْوَكْ ..
وَلا رَجْعَةَ بَعْدَ فَنَائِهَا إِلاَ لِعَالَمِ
الْأَمْوَات..

ليست هناك تعليقات :