26 يونيو 2015

ذاكَ الغريب

ذاكَ السائلُ الغريبُ الآتي من
بلادِ الغائبين ، إنهُ يُشبهُ بملامحهِ
بريقَ دمعاتي الحزينة ..
أتُراهُ جاءَ ديارنا عابرَ سبيلٍ أم
من التائهين ، إني أراهُ يحملُ
بينَ كفيهِ ذكرياتٍ قديمة ..
أراهُ يبحثُ عن وجهٍ بين هؤلاء
السائرين ، يُعيدهُ لأيامٍ باتت
بين الثرى كأُنثى وئيدة ..
توقفَ الزمنُ من حولي وأنا
أشاهدهُ بين العابرين ، وأشعرُ
أن بداخلي اشتعلت حرباً عنيدة ..
هل أقتربٌ منهُ ؟ .. لا ..
ربما يكونُ ذاكَ الراحلُ عن روحي والمقيم ..
ذاك الذي كتبني قصيدةَ عشقهِ الوحيدة ..
جاء بعد غيابٍ جفَّت معهُ جذورَ أشجار
التين ، وذبلت أزهارَ بساتيني الرقيقة ..
أو ربما .. هو أسطورةَ الزمان التي كتبها
الأولين ، أو حِكايةً أضحت حولَ حدودَ عمري
سطوراً بريئة ..
أو أنهُ كان وجهاً من زمانٍ قديم ،
أفَلَ بعد أنتهاءِ أحلام الصبا البسيطة ..
.. مهلاً ..
أشعرُ بأنني في لُججِ حيرتي ، تَبتلعني
الأمواجُ نحوهُ ولا أقوى على النجاة ..
.. إني غريقة ..
قد رأيتهُ يوماً في قطارِ الحياةِ .. بين
المغادرين .. فنقشتُ تفاصيلَ وجههُ في
ذاكرتي وكتبتُ عنهُ في أوراقي الكثيرة ..
كان وجهُهُ .. كقمرٌ يشعُ نورهُ بين وجوه
العابسين ، فهل أقتربَ منهُ ؟!
لا .. هذا أمرٌ مستحيل ، أخشى إن نظرتُ
إليهِ أن تلسعني جمرةَ حبٍ في
الهواءِ طليقة ..
سأبتعدُ بكلِ قوايَ عن ذاكَ الغريب ،
سأبتعدُ حتى وإن كان .. حقيقة .

ليست هناك تعليقات :