26 يونيو 2015

كالطيور

 
كُلُنا كالطيور .. مُهاجِرونَ دوماً ..
لا ندري إلى أينَ تحمِلُنا أجنِحتُنا ، نترُكُها
تُحلقُ بنا إلى
حيثُ تشتهي وإلى حيثُ تقذِفُنا الرياح ..
ورُغماً عنا لا تَألَفُ أرواحُنا أيُّ بُقعةٍ في
الكون ، إلا .. [ الوطن ] ..
هو المكانُ والزمان ، وهوَ لأنفسِنا السكينةَ
والأمان .. حتى وإن ابتعدنا وفرقت بيننا وبينَ
أوطاننا المسافاتُ نبقى أسرى لِحُبٍ وُلِدَ في قُلُوبُنا ،
فَنعشَقُ بسببهِ
كُلَ العثراتُ والنَكباتُ التي تُواجِهُنا ، وحتى
مشاعِرَ الغُربةَ التي تجتَاحُ أرواحُنا ونحنُ في ربوعِ
أوطانُنا .. كثيرونَ هُم الذيَن يقولونَ بأنهم في
أوطانهم غُرباءُ ..
لو أنهم عاشوا غربةَ البُعدِ عن ديارهم ، لآثروا الغربةَ
داخلَ حدودِها ، لأن الديارَ كالقُلوبِ لا تنبضُ
إلا إن كانت على قيدِ الحياةِ ونحنُ لأوطانِنا الحياة ..
لذا .. حتى وإن هاجرنا وابتعدنا ، فلابُد لنا يوماً
من أن نعودَ إلى [ الوطن ] ونُج. ددَ الحُبَ وذكرى
الأماكِنَ والنسمات
، وننسى آلامَ غُربةِ الروحِ والنفسُ والجسد ،
والوِحدةُ التي سببُها ، البُعدُ عن الأوطان ..
 


ليست هناك تعليقات :