26 يونيو 2015

القمحُ يشهدُ


أيها المسافرُ عبر أوردتي .. أنت ..يا من اعتادت
على لقياكَ نفسي ...
كيفَ يكونُ ما بيننا مُجردُ حروفٍ زرعناها في
بساتينَ عشقنا .. إن كانت كذلكَ فقد قطفتها ليالي
الغيابِ وقذفتها بين مخالبِ الألم .
أيُها المُسافِرُ .، تجمدت عُروقي في انتظارك .،
ومضى العمرُ سراباً وأنت تُبحرُ هناكَ في النصفِ
الآخرِ من كوكبِنا ترسو سفينتكَ عندَ موانئَ
الغُرباء .، وتتناسى بأن هنا ميناءً من دموعٍ وأشواقٍ
تشتعِلُ فيهِ نيرانَ الولهِ إليك .، أعلمُ بأنكَ كعقاربَ
الثواني لا تهدأ .، بل تظلَ في دورانٍ حولَ بقاعِ
الأرضِ سعياً من أجلِ البقاءِ والعيشَ الرغيد .،
ولكنكَ في غمرةِ كفاحِكَ نسيتَني .، ونسيتَ صبري
وانتظاري .، ونسيتَ عُمراً رحلَ معكَ
أيُها المهاجرُ عن صفحاتِ أيامي .، ألا تذكرُ
رسائلكَ التي كنتَ تبعثُ بها إليَّ مع زاجلِ الغرامِ
في مواسمِ الحصاد .، القمحُ يشهدُ وتربةَ الأشواقِ
التي ضمت في رحمها سنابِلَ الافتقاد .، بأنني لا أزالُ
أنتظرُ موعدَ حصادٍ جديدٍ .، يأتيني حاملاً بينَ ذراعيهِ
بعضاً من عبراتِ شوقٍ منكَ إلي .

ليست هناك تعليقات :