09 فبراير 2011

أَبْحَثُ عَنْ نَفْسِي









أَبْحَثُ عَنْ نَفْسِي .. فَ لاَ أَجِدُنِي .. إِلاَ مَجْمُوعَةٌ مِنْ
مُخَلَفَاتُ الْمَاضِي .. تَوَارَتْ خَلفَ غَيْمَاتِ الْـ مَا يُسَمُونَهُ
بِ مُهْمَلاَتُ الزَمَنْ..
لَحَظَاتِي .. يُلاَزِمُهَا النَحِيبُ بِ حَسَرَاتٍ أَرْهَقَتْهَا وَحْشَةُ
النِسْيانْ .. فَ مَزَقَتْهَا آثَارُ الْفَقْدِ وَالْخَوفُ مِنْ الرَحِيلْ..
ذَلِكَ الشَبَحُ الذِي يُفَرِقُ الأَفْئِدَة.. يَسْرِقُ مِنَا أَسْعَدَ لَحَظَاتِ
الْعُمرْ.. وَيُهْدِيْنَا التَعَاسَةَ عَلَى .. طَبَقٌ مِنْ وَجَعٍ وَطَبَقٌ مِنْ آه..
فَ نَتَجَمَعُ حَوْلَ مَوَائِدَ الْحُزْنِ وَالْألَمْ .. وَمِنْ كُلٍّ أَصْنَافٌ وَأَصْنَافْ
طَعْمُهَا كَ الْعَلقَمْ وَرَائِحَتُهَا تُشْبِهُ رَائِحَةَ السِيجَارُ الْمُحْتَرِقُ
فِي نِهَايَتِه.. وَأَنْوَاعُ الْمَشْرُوبَاتْ تَمْلأُ الْمَكَانْ .. مِنْهَا حَسَرَاتٌ
وَمِنْهَا لَوْعَاتٌ وَمِنْهَا أُمْنِيَاتْ .. فَ نَتَجَرَعُ كُؤُسَاً مِنْ حَنِينَ وَكُؤُسَاً مِنْ أَنِينْ..
وَنَتَبَادَلُ أَطْبَاقُ الذِكْرَيَاتْ .. وَفَاكِهَتُنَا دُمُوعٌ وَضَحِكَاتٌ مَجْنُونَهْ..
وَلاَ أَزَالُ أَبْحَثُ عَنْ نَفْسِي .. وَلاَ أَجِدُنِي..آآآه..
كَمْ هِيَ قَاسِيَةٌ أَيَامُنَا..تَحْرِمُنَا آمَالُنَا وَتُبَدِلُهَا إلَى خَيْبَاتٌ
وَحَسَرَاتٌ وَبُكَاء..وَكَمْ نَحْنُ ضُعَفَاءَ أَمَامَ أَحْلاَمُنَا..نَقِفُ عَلَى
عَتَبَاتِ التَمَنِي وَنُوصِدُ لِتَحْقِيقِهَا أَلْفَ بَابْ..وَنَسْتَسْلِمُ لِ السُقُوطِ
بَيْنَ مَخَالِبُ الزَمَنْ..وَنَبْحَثُ عَنْ طَرِيقٍ يُوصِلُنَا إلَى وَاحَاتِ السُمُوِ
وَالإرْتِقَاءِ بِ مَبَادِئِنَا..لَكِنْ..الرَحِيلَ مُرْعِبٌ..يُبَاغِتُنَا بِلاَ مَوْعِدٌ وَلاَ
تَحْذِيرْ..يُحَطِمُ أَسْوَارَ أَفْرَاحِنَا وَيُقَيدُ آمَالُنَا وَيَدْفَعُ بِ طُمُوحَاتُنَا
إلَى هَاوِيَةُ الْهَلاَكْ..وَلاَ أَزَالُ أبْحَثُ عَنْ نَفْسِي..وَلاَ أَجِدُنِي..لاَ أَجِدُنِي
لاَ أَجِدُنِي..

ليست هناك تعليقات :