26 يونيو 2015

وأصبحُ نسياً منسيا

 
حينَ تميلُ الشمسُ لتعانقَ الغروب ..
وحيثُ شاطيء الصمتِ أجلسُ وحيدةً ..
أنظرُ للأفقِ وبداخلي ألفُ سؤالٍ وألفُ
دمعةٍ لِألفِ امرأةٍ يتهامسنَ عن شيءٍ
خلفَ الحدود .. ربما يكونُ شاطئي بلا
موجٌ ولا زبدٌ .. وليس لهُ رائحةٌ تُشعرني
بالوجود ..
كيف جِئتُ للحياة ؟ .. وكيفَ سأرحلُ ؟ ..
وبينَ الاستفهامينِ حيرةً لتساؤلاتٍ تُكملُ
الألفَ سؤال .. فمن أكون بينَ كُل تلكَ
الأسئلة ؟ وأينَ سأجدُ الإجابات بينَ
متاهاتِ حيرتي ؟
إنَ الذينَ لا يشعرونَ بوجودهم فارغون ..
فارغونَ جداً من مشاعر الإنسان ..
وأراني قد تجردتُ من كل المشاعر
والحواس .. وانغمستُ في دائرةِ الجمادات ..
كأنني أعلنُ انسحابي عن عالمِ البشر ..
فصنعتُ لي عالماً ليس بهِ تُربةٌ ولا أزهارٌ ولا
حدودَ للأوطان .. لأكونَ فيهِ ذاتاً مجهولةَ
الجنسِ والتكوين ..
قد أكونُ كومةٌ ليس لها مُسمى ولا تتبعُ
أي نوعٍ من الكائنات .. وقد أكونُ كوكباً ..
حولَ الفراغِ يدور .. هكذا أشعر وهكذا
ربما يجبُ أن أكون ..
ولأنني عاجزةً كل العجزِ عن تحويل خيالاتي
إلى واقعٍ  مقبولٍ لدى البشر اخترتُ أن أغيبَ ..
لأصبحُ بعد ذلك نسياً منسياً .
 

ليست هناك تعليقات :