26 يونيو 2015

وأسدلت هي رمشها


هو في طريق الذهاب ، وهي في طريق الإياب ..

والليل ساكنٌ معتمٌ خالٍ من ضوء القمر إلا من بريق عينيهما ،

وكان الصمت .. سيد اللحظات..

فكلما تقدم هو خطوة تقدمت هي، وتزداد مع كل خطوة دقات

قلبيهما كأنهما رغم أنهما يجهلان هوية بعضهما .. إلا أن شعوراً

جمع بينهما ، حتى اذا ما اقتربت الخطوات وتلاقت النظرات ، تساقطت

من أعينهما العبرات ، ولقسوة زمانهما عليهما لم يستدلا على الطريق الذي

يصل بينهما ، فأصبحت مشاعرهما جثثا في قبور الأشواق ، حتى ظن كل

منهما بأنه غارق في بحر الظلمات ..

يناديها قلبه ، وتصرخ نبضاتها :

(( يا للنكباتِ فلم يزل دمعُ الزوايا يُبللُ أماكِنَ تلاقينا ..

ونبكي زماناً بلا أمنياتٍ بلا تاريخٍ ولا سكن ..

ونرجو سنيناً بلا أوجاعٍ ولا فراقٍ ولا ألم .. ))

آه من جور وقتٍ شتت روحيهما ، لقد غدت أصوات الأماكن تردد صدى ذكرياتِ

أمسٍ شهِدَ على حبهما الذي بين حقول الرمان وتربة الياسمين تربى وكبُر .. وبات

بعدهما يناجي حلماً قد رحل وأمنياتٍ ثكلى لا تحمل في جوفها إلا الأوجاع والأنين ..

واليوم .. حين اقتربت أنفاسهما أسدلت هي رمشها وأغلق هو شباك مقلتيه وتلاشت

آثار خطواتهما عن الطريق ..

ليست هناك تعليقات :