26 يونيو 2015

بين المد والجزر

سرقنا الزمن ..
أنا وأنت .. 
كنا نختلسُ من العمر بضع ثوانٍ
لنحيا حلماً تقاسمناه معاً ،
ونعيش سعادةٍ ..
كنا نعلمُ بأنها لن تكتمل ..
فالرحيلُ هو القدر ، واللقاءُ بعدهُ مستحيل .. 
فعلمتُ بأن قوافل العمر ستمضي بنا ..  
في صحراء الحنين والذكرى والزمن الجميل ،
[ ومضت السنين ] فجاء ضجرُ الحزن لينخرُ  
في عظامنا كأنهُ مخالبُ ليثٍ  .. ما إن يصيبُنا 
الوهنُ من الهروبِ حتى تثقبَ  أجسادنا لتمزق ما 
بقي منا .. وتبقى وأبقى حكاية عمرٍ طوتها 
صفحة الأيام ..
في غيابكَ ذات مساءٍ .. خرجتُ من قلبك
لأبحث عند غيرهِ عن الأمان ، فلم أجدَ غير
قلبكَ لي وطن  ولم يحتويني سواهُ مكان .
فعرفتُ برحيلكَ ..
ونثرت بين المد والجزر حروفٌ من الآهات ..
لكنها بقيت عالقة على الرمال ، وتشبثت بصخورِ 
شطآنك لا تنوي الرحيل .
فسألتها يا حروفي إلى متى الانتظار .. فلن ينقشع 
سحاب الغياب الطويل ..
فقالت مواسيةً : وإن كان وهماً ، وعاد سكان الديار ؟
لكنني أجبتُها ونبضاتي ثكلى :
وكيف يعود من سكنَ القبور ؟ 
إن كانَ مُجبراً على الرحيل ..

ليست هناك تعليقات :